كيف وجد الانسان على الأرض

كيف وجد الانسان على الأرض
العلم والإيمان لا يفترقان البتة، لكن هما من المتلازمات فالعلم هو أداة يمكنه بها الإنسان المدرك الواعي أن يتعرف الإنسان على خالقه وأن يتقرب إليه، لأن المؤمن العالم أفضل بكثير وأوعى من المؤمن الجاهل، فالعالم على يقين مطلق بوجود الله وعظمته ومقدرته التي لا يمكنه الذهن البشري مهما كان عظيماً أن يتصورها أو حتى أن يقاربها، لذلك فالعلم لازم للغايةً. وفي بعض الأحيان تتضارب أوضاع بعض الفرضيات العلمية مع ما تقوله الأديان، فالفرضيات العلمية خاضعة لقدرات العالم أو مجموعة العلماء الذين عملوا على العثور على وتحديث مثل تلك الفرضيات، أبوين أيضاًً ليس بمعزل عن تضارب الأقوال فيه، ففي ديننا الحنيف – على طريق المثال -، ألفاظ كتاب الله سبحانه وتعالى لاغير هي المحفوظة بل المعاني المستنبطة منها والأحكام خاضعة للتغيير وتتسم بالنسبية؛ نسبية الاستيعاب ونسبية الإمكانيات ونسبية التصورات ونسبية الخلفيات سواء الدينية أو الثقافية أو المرجعيات العلمية أو أساليب التفكير المتغايرة والمتنوعة ونسبية الدهر والمكان والأخيرتان هما الأكثر أهمية من دون شك في هذا، وذلك الاختلاف جلي بشكلي واضح في كثرة المختلفين، وقل المجمعين والمتفقين على رأي واحد، ومن لم يعي تلك الحقيقة يلزم عليه أن يراجع البصر ويعاود التمعن. ولكن ومع كل ذلك الاختلاف يلزم أن لا تستخدم الطرق الإكراهية والتي تضفي الحكومة الكهنوتية على رجال الدين، فهذا عقلي وأن حر به، وليس لأحد مهما كانت منزلته أن يتحكمن فيه، أنا من يتخذ قرار ما الفكرة التي سأتبناها والتي سأحيا من أجلها وما هي الفكرة التي لا أتفق معاه والتي لا تناسبني، فحتى الرسول وإخانه الأنبياء لم يمنحوا أنفسهم تلك السلطة فكيف بمن هم أسفل من هذا مرتبة وأقل قدراً.

   من أبرز التغيرات بين الفرضيات العلمية والأقوال أو النظرات الدينية، هي موضوع أصل الإنسان وكيفية وجوده وخلقه، فالعلم يفترض التقدم،حال الإنسان في هذا حال بقية المخلوقات، حيث تعتمد تلك النظريات التطورية على المؤشرات والقرائن العلمية كالأبحاث والدراسات المعمقة – التي لا ناقة للمسلمين فيها ولا جمل – والأحافير وغيرها من معدات العلوم، حيث تقول تلك النظرية بأن الإنسان ذو رابطة هائلة مع أشكال القردة كالشمبانزي والغوريلا وغيرهما، وأن هناك تماثل عظيم بين عناصر الإنس ومكونات الحيوانات من مملكة الثدييات. أما الملل السماوية اليهودية والمسيحية واليهودية فتقول بأن الإنسان كائن خلقه الله سبحانه وتعالى من طين ثم زوده بالنفس ونفخ فيه من الروح التي تميز بها عن سائر المخلوقات. ومن بلاهة أتباع الديانات عموماً أنهم حينما يجادلون في تلك المواضيع يعتمدون على أقوال الكتب السماوية الثلاثة، وهم يجادلون أعتى الملاحدة وأكثرهم ذكاء ممن يرفضون على نحو قاطع أفكارهم، غير مدركين وقادرين على أن يستخدموا الحجة بالحجة ليثبتوا صحة أقوالهم. وذلك الأمر الذي تتكبد منه أمتنا الإسلامية للأسف القوي. 
كيف وجد الانسان على الأرض Reviewed by Mr.Mostafa on يوليو 28, 2018 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.